الخميس، 13 ديسمبر 2012

قصص قصيرة


قصة القارب العجيب

تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟! 
قصة السؤال الصعب

جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله.فقال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلى قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقال الشيخ: صدقت
قصة الطاعون

خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟
قصة الخليفة والقاضي

طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق
طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء
قصة حكم البراءة

تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط
قصة المال الضائع

يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً. ثم فكرلحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى.فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره.وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك.
قصة الدرهم الواحد

يحكى أن امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء، فقالت له: لقد مات أخي، وترك ستمائة درهم، ولما قسموا المال لم يعطوني إلا درهما واحدا!فكر الفقيه لحظات، ثم قال لها: ربما كان لأخيك زوجة وأم وابنتان واثنا عشر أخا. فتعجبت المرأة، وقالت: نعم، هو كذلك.فقال: إن هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك: فلزوجته ثمن ما ترك، وهو يساوي (75 درهما)، ولابنتيه الثلثين، وهو يساوى (400 درهم)، ولأمه سدس المبلغ، وهو يساوي (100 درهم)، ويتبقى (25 درهما) توزع على إخوته الاثنى عشر وعلى أخته، ويأخذ الرجل ضعف ما تأخذه المرأة، فلكل أخ درهمان، ويتبقى للأخت- التي هي أنت- درهم واحد.
قصة العاطس الساهي

كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟فقال الرجل: الحمد لله!عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله
قصة الخليفة والقاضي

طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق
طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء
الكوبرى

يخترق نهر كبيير بلدة ما وفوق النهر كوبرى يظل مفتوحا معظم الوقت ليمكن السفن من العبور ولكنه يغلق فى اوقاات اخرى لتمر عليه القطارات فى اوقاتها المحددة
كان العامل المسئول عن مواعيد فتح وغلق الكوبرى معتادا ان يصطحب ابنه فى بعض الاحيان ليلعب وسط الطبيعه بينما  يجلس هو فى كشك مرتفع ليغلق الكوبرى فى المواعيد المحددة لتتمكن القطارات من المرور وذات يوم وهو جالس جائته الاشارة باقتراب القطار فقام بالضغط على المفتاح الذى يحرك الرافعة التى تعمل بالكهرباء ولكن الصدمة كادت ان تصيبه بالشلل عندما اكتشف انه معطل....
لم يكن امامه حل اخر سوى ان ينزل بسرعة ويحرك الرافعة بكل قوته ليتمكن القطار من العبور بسلام كانت سلامة لركاب بين يديه وتعتمد على قوته فى ابقاء الذراع منخفضا طوال وقت عبور القطار....راى القطار قادمااا نحوه مسرعا ولكنه سمع فى تلك اللحظة نداء جمد الدماء فى عروقه
اذ راى ابنه ذو الاربعة اعوام قادما نحوه فوق قضبان القطار يصييح"ابى...ابى..... اين انت؟"
كان امام الرجل احدى الخيارات....اما ان يضحى بالقطار كله زينتشل ابنه من على شريط القطاار.او.......
واختااااار الحل الثانى ومر القطار بسلام دون ان يشعر احد من ركابه ان هناك جسد ممزق لطفل مطروح فى النهر
ولم يدرى احد بالاب الذى كاد ان يصاب بصدمة وهو يبكى ابنه باسى وقلبه يكاد ينفجر من المرارة وهو مازال ممسكا بالرافعة...

قاعة الالف مرآة
منذ زمن طويل فى بلده ما كان يوجد قصر يوجد به الف مرآة فى قاعة واحدة
سمع كلب بهذه القاعة فقرر ان يزورها وعندما وصل اخذ يقفز على السلالم فرحا
ولما دخل القاعة وجد الف كلب يبتسمون فى وجهه ويهزون اذيالهم فرحين
فسر جدا بهذا وقال فى نفسه لابد ان احضر هنا مرات اخرى كثيرة
سمع كلب اخر بهذة القصة فقرر ان يزور القصر مثل صديقه ولكنه لم يكن
 فرحا بطبيعته...مشى بخطوات متثاقلة حتى وصل الى القاعة زات الالف مرآة
ولكن يا للعجب ...وجد الف كلب يعبسون فى وجهه فكشر عن انيابه
وذعر اذ وجد الف كلب يكشرون عن انيابهم فادار وجهه وجرى... 0
وهو لا ينوى على شىء

حبة أرز
 بينما كان الفلاح يعمل فى أرض سيده أخذ يفكر...ربما
 
لو كنت أكثر غنى لأمكننى شراء أرض افلحها..
أريد أن استمتع بحياتى,أكل طعاماً
 
شهياً و أعيش فى بيت مريح..
 
افاق من أحلامه على صوت أحدهم يصيح قائلأ:"جلالة الملك
 
سيمر بالطريق الملاصق  لهذه المزرعة الأسبوع المقبل,و على جميع الفلاحين أن
 
يصطفوا لاستقباله و تحيته".
 
فكر الفلاح فى نفسه..."هذه هى فرصتى..ماذا لو طلبت من
 
الملك بعض العملات الذهبية فهى كفيلة بتحقيق كل أحلامى...و هو لن يرفض
 
طلبى لأنه كما سمعت طيب و  كريم"...و هكذا ظل الفلاح يحلم طوال الأسبوع...
 
و أخيراً جاء اليوم الموعود و اصطف الفلاحين على جانبى  الطريق لاستقبال الملك 
 
العظيم...و إذ بعربات تجرها الخيول تظهر فى الأفق,فجرى الفلاح البسيط نحو  
 
العربة الملكية و أخذ يصرخ:"سيدى الملك..سيدى  الملك..لى طلب عندك".
 
أمر الملك بإيقاف العربة و سأل الفلاح:"ماذا تريد؟"
 
ارتبك الفلاح جداً و قال:"أريد بعض العملات الذهبية  حتى اشترى قطعة أرض".
 
ابتسم الملك و قال للفلاح:"إننى أريد أن تعطينى شيئاً  من عندك".
 ازداد ارتباك الفلاح و قال فى نفسه:"عجيب هذا الملك  فى بخله..جئت اطلب منه 
 
ليعطينى و أذ به هو يطلب منى"..
 
و بعد تفكير اخرج حبة ارز واحدة من صرة مملوءة كانت فى  يده و أعطاها للملك, 
 
فشكره الملك و أمر أن ينطلق الموكب مرة أخرى..
 
عاد الفلاح بخيبة أمل حزيناً إلى بيته, وأعطى زوجته  صرة الأرز لتطهيه..و فجاة 
 
صرخت زوجته:"لقد وجدت حبة أرز من الذهب الخالص فى وسط  الأرز..".
 
و هنا صرخ الفلاح بألم شديد:"يا ليتنى أعطيت الملك  الأرز كله"..
 اهتمام ورعاية إلهنا
مات زوجها و كان عاملا فقيرا و ترك لها طفلين ..
و كانوا يسكنون فى حجرة ضيقة بأحد الأحياء الفقيرة .
و لم يكن لهذه الأرملة سند ، لا من مال و لا من رجال 
و كانت ترفض أن يكون لها سوى المسيح الذى كانت تطلب
بحسب وعده أن يكون زوجا للأرملة و أبا للأيتام 
كان يقينها الشديد برعاية الله و عنايته و إيمانها بوجوده فى حياتها يخجلنى 
خجلا شديدا ، و كنت أود من كل قلبى أن أعرض صورة هذه
الأرملة الفقيرة أمام الذين يتذمرون و يسخطون و هم غير شاكرين و لا مكتفين
بما عندهم ، رغم كثرة ما يملكون .
كانت بصعوبة شديدة و بعد إلحاح منى تقبل شيئا من المساعدة ،
و أخيرا أقترحت أن تعمل بيديها ما دام لها قدرة على العمل ....
و فى الحقيقة لم تكن لها قدرة على العمل بسبب ضعفها و ضيق ظروفها 
و لكننى شجعتها على العمل لكى يكون مبررا لمساعدتها دون أن ترفض ،
فكانت تعمل بعض الأعمال المنزلية على قدر طاقتها 
و كنا نحاول ان نعطيها فكانت لا تقبل سوى الكفاف ...
كان مسلكها يبكتنى ، قناعتها ، فرحها الروحى ، صلواتها المتصلة الدائمة 
و تسبيحها و هى تعمل بيديها ، شكرها العميق لله على أقل
نصيب ممكن من أمور هذه الحياة ...
و من الأمور العجيبة التى أكتشفتها بالصدفة 
إنها كانت تدخر من القروش القليلة التى كانت تصل إلى يديها ..
فقد وجدتها مرة فى دير القديس مارمينا و لم يكن فى ذلك اليوم رحلات و لا عربات ،
سألتها كيف حضرت إلى هنا ؟ قالت بالقطار ثم سيرا على الأقدام .
و قد علمت إنها خبزت خبزا بما إدخرته و حملت الخبز على رأسها كل هذا الطريق إلى الدير .
إننى أعرف إنها متعلقة بالقديس مارمينا ، و لكن هل إلى هذا الحد ؟
و قضت باقى اليوم تغسل و تخدم و تمسح الأرض بفرح عجيب و سعادة غامرة .
إنها حقا تعطى كما قال الرب "من أعوازها بل كل معيشتها "...
مثل أيام أليشع : جاء أبنها الأصغر - 6 سنوات - من الدرسة و طلب شيئا ليأكل ،
و قالت الأم ليس عندنا شىء و لكن اذهب و أشترى لنفسك بقرش فولا ،
و كان هذا هو كل ما تملك فى ذلك اليوم .
ذهب الولد و عاد بطبق الفول ، وضع قليلا من الملح ثم طلب زيتا ،
و لم يكن عندها و لا دهنة زيت و قد غسلت أربعة زجاجات كانت عندها ،
و وضعت الزجاجات نظيفة مقلوبة على فوهتها تحت منضدة صغيرة 
بالحجرة خلف ستارة هى قطعة من قماش قديم ...
تأسفت لأبنها عن عدم وجود زيت ، و طمأنته أنه عما قريب سيرسل الرب لها نقودا لأجل التموين .
فصرخ الولد متبرما و محتجا من إنه لابد من وجود زيت ، 
و كانت هى بهدوء شديد و قلب منكسر تطيب خاطره و تهدىء من روعه ،
و تحثه أن يشكر الله المعتنى بهم ، و رشمت له الصليب على طبق الفول و قالت له كل يابنى ،
و لكن الولد فى إصراره و عناده ، قال لأمه "أنتى مخبية الزيت و أنا لازم أجيب الزيت "،
و مد الولد يده خلف الستارة تحت المنضدة حيث الزجاجات و إذا به يخرج يده و الزجاجة ملآنة إلى آخرها .
زاد الولد فى الصراخ مؤكدا إنها أخفت عنه الزيت ....
و لكن المرأة بحاستها الروحية أدركت بسرعة فائقة أن الرب عظم الصنيع معها ،
فأجابت الطفل بفطنة قائلة سامحنى يابنى نسيتها .
و وضع الولد الزيت و قالت له ينبغى لنا أن نشكر الله ، فصلى و أكل ..
و قد جاءتنى المرأة يومها و هى تسبح الله ، لقد وجدت الأربع زجاجات ملأى بالزيت
فأرسلت زجاجتين لدير مارمينا و ذهبت بواحدة إلى الكنيسة المرقسية و أحتفظت بواحدة لها 
و حفظت هذا السر فى قلبها لم تخبر به أحدا من الناس 
لأنها كانت تشعر أن معاملات الله معها و رعايته لها هى أمور خاصة جدا لا يجب إذاعتها ...
لقد آمنت بأن الله أخذ مكان زوجها و قد حقق وعده معها إنه زوج الأرملة و أب الأيتام .
و كان لها منهج الأباء القديسين فى إنكار الذات و إن كان الرب يعمل معهم آيات خارقة
و لكنهم احتفظوا بإتضاعهم كدرع واق ضد مكائد العدو
الأفيال لا تطير
ذهبت الزوجة مع زوجها إلى لحديقة عامة وكانت سعيدة بكونها  معه ، فقالت له أنظر إلى هؤلاء الأطفال السعداء يلعبون أن منظرهم يوحي بالسعادة ، ما أجمل الألحان التي تعزفها هذه الطيور.
وأستمرت الزوجة في متعتها الروحية وهي تقول "المجد للرب خالق هذه الأشجار العظيمة . أما الرجل فأخذ يجر رجليه فلم يكن أساساً هو صاحب فكرة هذه النزهة فقال إن هذه الحديقة هي آخر مكان يصلح للنزهة. أنهم لا ينظفون الحدائق من زمان .. أنظري هذه القمامة الملقاه في الطرقات. وعندما قال ألقى أحد الطيور بشئ من الفضلات فوق رأسه مباشرة فصرخ قائلاً " يا للتعاسة" !
أما الزوجة فنظرت مبتسمة وقال أشكر الله أن الأفيال لا تطير" وعليك يا زوجي أن تكون سعيداً لما حدث.
إن الحديقة كانت أجمل مكان للزوجة . واسوأ مكان للزوج .
الطير الذي كان فوق رأسه كان سبب بلاء له أما الزوجة المتفائلة فكانت سبباً لشكر الله أن شيئاً أسوأ لم يحدث.
حنان دجاجة 

اشتم أحد المزارعين الأمريكيين رائحة دخان قوية ، 
ففتح القناة الخاص بالأخبار المحلية بالراديو . 
عرف أن النيران قد اشتعلت على بعد أميال قليلة من مسكنة .
اشتعلت في حقول القمح الشاسعة ، وذلك قبل تمام نضجه بحوالي أسبوعين . 

إنه يعلم متى اشتعلت النيران في مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها ،
فتحرق عشرات الأميال المربعه من زراعة القمح . 

عرف المزارع أيضاً أن الرياح تتجه بالنيران نحو حقله ،
فبدأ يفكر هكذا : ماذا أفعل ؟لا بد أن النيران تلحق بحقلي وتحطم منزلي وحظيرة الحيوانات وأفقد كل شيء !

بدا يحرق أجزاء من حقله بطريقة هادئة حتى لا يصير بيتة و حظيرة حيواناته محاطة بحقول القمح شبه الجافة .
استطاع أن يحرق كل حقله تماماً دون أن يصاب بيته .....
فأطمأن أن النيران لا تنسحب إلى بيته ...
حقاً قد أحرق بيديه محصولة ، لكنة أفتدى بيته وحيواناته وطيوره . 

إذ أطمأن على بيته بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب ، لأنه فقد محاصيله بيده.

رأي دجاجة شبة محترقة ، وقد بسطت جناحيها .
تطلع بحزن إليها .فقد طارت بعض اللهب إليها لتحرقها .
تسلك الدموع من عينه وهو يرى طيراً قد مات بلا ذنب . 

بحركة لا إرادية حرك الدجاجة بقدمه ، فإذا بمجموعة من الكتاكيت الصغيرة تجري ...
امسك بها وأحتضنها . 

تطلع إلى تلك الدجاجة البطلة الحنونة التي أحاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت ،
احترقت دون أن تحرك جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمي صغارها ، 
بينما يحزن هو على خسائر مادية !

رفع عينه إلى السماء وهو يقول : 
مخلصي الحبيب ... الآن أدركت معنى كلماتك :
كم مرة أردت أن أجمع أولادك ، كما تجمع الدجاجة فراخها .
أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطية سلمت جسدك للموت بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياي .
ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن في حبك حملتني بموتك المحيي إلى الحياة .
المنديل السحري
في يوم من ألأيام كان هناك
فلاَّح ميسور يعيش في حقله مع زوجته وأولاده الخمسة. وذات موسم انحبس المطر فحزن الفلاَّح
وكان قد بذر الحب، فتوجَّه إلى حقله العطشان، ناظراً إلى الغيم، منشدا‏ 


تعال يا مطر تعالْ‏ 

كي تكبر البذورْ‏ ونقطفَ الغلالْ‏ 
تعال لتضحكَ الحقولْ‏ وننشدَ الموّالْ‏ 
مضت الغيوم.. غير آبهة بنداء الفلاّح، فزاد حزنه، واعتكف في بيته مهموماً حزينا
اقتربت منه زوجته مواسية‏ 
صلِّ على النَّبي يا رجل هوّن عليك مالك تصنع من الحبّة قبّة
دعيني يا أمّ العيال الله يرضى عليكِ ولا تزيدي همّي 
طيّب إلى متى ستبقى جالساً هكذا تسند الحيطان قم اخرج اسعَ في مناكبها
أسعى ألا ترين أنّ الأرض قد تشقّقت لكثرة العطش والحَبَّ الذي بذرته أكلته العصافير 
دعيني بالله عليكِ فأنا لم أعد أحتمل لكنّك إذا بقيت جالساً فسنموت 
جوعاً لم يبقَ لدينا حفنة طحين قم واقصد الكريم، فبلاد الله واسعة
اقتنع الرّجل بكلام زوجته فحمل زاده وودّع أهله ثمّ مضى
كانت هذه الرّحلة هي الأولى لـه لذا كابد مشقات وأهوالاً فأحياناً يظهر لـه وحش
فيهجم عليه بعصاه الغليظة ويطرحه أرضا وأحياناً يعترضه جبل عال فيصعده وهكذا
إلى أن وصل إلى قصر فخم تحيط به الأشجار وتعرّش على جدرانه الورود
وما إن اقترب الفلاَّح من باب القصر، حتّى صاح به الحارس
هيه أنت، إلى أين‏ 
أريد أن أجتمع بصاحب القصر
ماذا تريد أن تجتمع بالسلطان
وسمع السلطان الجالس على الشرفة حوارهما، فأشار للحارس أن يُدخل الرجل وفور مثوله أمامه قال:‏ 
السَّلام على جناب السّلطان
وعليك السلام ماذا تريد‏ 
أريد أن أعمل‏ 
وما هي مهنتك
فلاَّح أفهم بالزراعة ثمّ سرد له قصّته
-
إيه.. طيّب، اسمع ما سأقوله، أمّا العمل بالزراعة فهذا مالا أحتاجه، عندي مزارعون
لكن إذا رغبت في تكسير الصخور فلا مانع الأرض مليئة بالصّخور وأنا أفكر باقتلاعها والاستفادة من مكانها
موافق‏ 
إذاً اتفقنا على الأمر الأوّل بقي الأمر الثاني 
ما هو
الأجر أنا أدفع للعامل ديناراً ذهبياً كل أسبوع فهل يوافقك هذا المبلغ
حكّ الفلاّح رأسه مفكراً قال
عندي اقتراح ما رأيك أن تزن لي هذا المنديل في نهاية الأسبوع وتعطيني وزنه ذهباً
وأخرج الفلاّح من جيبه منديلاً صغيراً مطرزاً بخيوط خضراء.‏ 
وفور مشاهدة السلطان المنديل شرع يضحك حتّى كاد ينقلب من فوق كرسيّه الوثير ثمّ قال
منـ.. منديل يا لك من رجل أبله وكم سيبلغ وزن هذه الخرقة أكيد أنّ وزنها لن يتجاوز وزن قرش من الفضّة ها ها ها أحمق مؤكد أنك أحمق
بلع الفلاّح ريقه وقال
يا سيّدي ما دام الرّبح سيكون في صالحك فلا تمانع أنا موافق حتّى لو كان وزنه وزنَ نصف قرش‏ 
لمس السّلطان جدّية كلام الفلاّح فاستوى في جلسته وقال
توكَّلنا على الله، هاك المطرقة وتلك الصّخور شمّر عن زنديك وابدأ العمل وبعد أسبوع لكل حادث حديث‏ 
أمسك الفلاّح الفأس بزندين فولاذيين مشى باتجاه الصّخور بخطا واثقة نظر إليها نظرة المتحدِّي 
ثمّ وببسالة الباشق هوى عليها بمطرقته فتفتّتت تحت تأثير ضرباته العنيفة
متحوّلة إلى حجارة صغيرة وكلّما نزَّ من جبينه عرق الجهد والتعب أخرج منديله الصّغير ومسحه.‏ 
عَمِلَ الفلاّح بجدّ وتفانٍ، حتّى إنّه في تمام الأسبوع أتى على آخر صخرة، صحيح أنّ العرق تصبّب من جبينه كحبّات المطر، لكن ذلك لم يمنعه من المثابرة والعمل.‏ 
انقضى أسبوع العمل، وحان موعد الحساب.‏ 
عافاك الله أيُّها الفلاّح لقد عملت بإخلاص، هاتِ منديلك كي أزنه لك
ناولـه الفلاّح منديله الرّطب وضعه في كفّة ووضع قرشاً فضيَّاً في الكفّة الأخرى
فرجحت كفّة المنديل أمسك السلطان عدّة قروش وأضافها، فبقيت كفّة المنديل راجحة‏ 
امتعض أزاح القروش الفضيّة ووضع ديناراً ذهبياً فبقيت النتيجة كما هي
احتار طلب من الحاجب منديلاً غمسه في الماء ووضعه مكان منديل الفلاّح فرجحت‏ 
كفّة الدّينار‏ 
زَفَرَ نظر إلى الفلاّح غاضباً قال‏ 
أفّما سرّ منديلك أهو مسحور ظننت أن الميزان خَرب لكن وزنه لمنديل الماء صحيح
ابتسم الفلاّح
وشرع السلطان يزن المنديل من جديد فوضع دينارين ذهبيين
ثلاثة أربعة حتى وصل إلى العشرة حينها توازنت الكفّتان
كاد السلطان يجن، ماذا يحدث أيعقل هذا عشرة عشرة دنانير
نهض محموما أمسك بياقة الفلاّح وقال‏ 
تكلّم أيُّها المعتوه اعترف من سحر لك هذا المنديل
وبهدوء شديد أجابه الفلاّح‏ 
-
أصلح الله مولاي السلطان القصّة ليست قصّة سحر فأنا لا أؤمن به
القصّة باختصار هي أنّ الرّجل عندما يعمل عملاً شريفاً يهدف من ورائه إلى اللقمة الطّاهرة
ينزّ جبينه عرقاً هذا العرق يكون ثقيلاً أثقل من الماء بكثير
هزَّ السلطان رأسه وابتسم راضياً قال‏ 
سلّم الله فمك وبارك لك بمالك وجهدك وعرقك تفضل خذ دنانيرك العشرة واقصد أهلك غانما
قصد الفلاّح أهله مسرورا وأخبرهم بما جرى ففرحوا وهللوا وتبدلت معيشتهم فنعموا ورفلوا‏ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسل ما تراه مقترحا عبر التعليق .. حتى بمجهول