الأربعاء، 23 يناير 2013

الدموع الدموية


فى الأمثال الشعبيه يكون "البكاء دما"دليلا على شدة الندم والتأثر , اما فى دنيا الواقع فهو حالة محيرة للمتخصصين قبل العوام , فالدمع الدموى او الهيمولاكريا  Haemolacria حالة جسدية تجعل شخصا يبكى دموعا ممتزجة بالمع العادى , وفى احيان كثيرا تكون الدموع دما فعليا وليس مجرد دمعا ملونا , وهى بلاشك واحده من اكثر المشكلات ندرة فى طب العيون .
وكما يشير الاطباء فى معهد هاميلتون للعيون فى جامعة تينيسى الامريكية , فأن عدد حالات (الهيمو لا كريا )المسجلة بين عامى 1992 و 2003 اربع حالات فقط , ورغم ندرتها الا انه يصعب الجزم بأنها حلاة خارقة للطبيعة ما دامت تتوفر بعض الاسباب الطبيه التى قد تؤدى الى ذلك فقد تكون الهيمولاكريا مؤشرا على وجود ورم فى الجهاز الدمعى غاليا مايثار بسبب التهاب الملتحمة او مثيرات بيئيه , وفى احدى الحالات التى خضعت للكشف الطبى فأن فتاه امريكيية فى الخامسة عشر من عمرها عانت من ذلك العرض الذى اكتشفته خلال الضغوط العصبيه اثناء الدراسة , فقد كانت الدموع الدموية هذه تنساب على خديها أثناء تركيزها بجانب صداع ودوار دون تأثر الرؤيه , ولم يكن لعائلتها تاريخ مرضى مشابه , كما ان فحص العينات للدمع الدموى لكد تطابقه مع فصيلتها , وبخضوع الفتاه الى الفحص الطبى كانت حاله الجفون والملتحمة والغدة الدمعية  طبيعية , ولم تكشف قطاعات العين الامامية والخلفية اى خلل او اضطراب , وكانت حالة الرؤيه سليمة تماما فى كلتا العينان , كما كانت فحوص الانف وال\ن والحنجرة وجميع الفحوث النساءيه ضمن الحدود الطبيعية , وقد كان زمن النزيف وتخثر الدم وزمن البروثرومبين الذى يحدد ميول الدم للتجلط ضمن الحدود الطبيعية ,وكذلك كان اختبار هشاشة الشعيرات الدموية سلبيا , وفى مثل تلك الحالات لم ينجع الاطباء فى الكشف عن سبب عضوى واضح لهذا , وقد ارجعه بعضهم الى حالة من الهستريا التى تنتاب المريض , او الى حاتلة عدم استقرار شديد فى الجهاز العصبى حاصة عند النساء فى فترة الطمث , وما زلنا لا نعرف هل سنصل الى حل لتفسير هذه الظاهرة الغريبة ام سيظل الامر سرا من اسرار الطبيعة ؟؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسل ما تراه مقترحا عبر التعليق .. حتى بمجهول